الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

أمير سعودي "يستثمر" مليون دولار في"الأوراق السوداء

المستقبل العدد 1675 - مخافر و محاكم - صفحة 8


تعرّف علي ع. خلال عمله سابقاً في السعودية، على الأمير فيصل س.، وتوطدت علاقتهما، وقبل بضعة أشهر حضر الأمير إلى لبنان وقصد منزل علي في بلدة العين في البقاع برفقة أحد الأشخاص السوريين وطلب منه أن يعرّفه على أشخاص يتاجرون بالعملات ليتعامل معهم بغية استثمار أمواله.وكان علي يسمع في بلدته بأن وليد أ. وشقيقه من والدته فادي ج. يعملان في هذا المجال، وهما من الميسورين مادياً. فقام بتعريف الأمير على وليد الذي حضر برفقة عصام ض. إلى بلدة عنجر حيث التقوا.واجتمع الأمير على انفراد مع وليد وتحدثا في أمور العمل بمعزل عن علي ع. الذي كان يجهل ما يدور في ذهن وليد وعصام ونيّتهما ابتزاز أموال الأمير بالطرق والأساليب الاحتيالية. وأثناء تبادل الحديث، زعم عصام ض. للأمير بأن لديهم "أوراق سوداء" من فئة المئة دولار أميركية صحيحة ومطلية باللون الأسود، ويمكن بعد غسلها بمواد كيميائية مخصصة لهذه الغاية، إعادتها إلى وضعها الطبيعي والتداول بها كعملة صحيحة.وإمعاناً منهما بإقناع الأمير بصحة مزاعمهما لايقاعه في شركهما، عرضا عليه رزمة من "الأوراق السوداء" المزعومة تقدر بمئتي ورقة وطلبا منه أن يأخذ منها ورقتين، ففعل. وقام بعدها وليد وعصام بغسل هاتين الورقتين بحضور الأمير. وتمكن عصام، بطريقة فيها الكثير من الخفة والسرعة، من إبدال الورقتين السوداوين بأخريين صحيحتين كان يخبئهما معه وسلمهما إلى الأمير ليتأكد من صحة العمل الذي يقومان به.وبعد أن انطلت الحيلة عليه، تواعدا على الالتقاء معه في اليوم التالي في عنجر في أحد مطاعم البلدة، وهناك أعلمهما الأمير بأن الورقتين اللتين بقيتا في حوزته هما صحيحتان واتفق معهما بالنتيجة على المضي في التعامل. عندها وجد عصام الفرصة سانحة للانقضاض على ضحيته، فطلب من الأمير أن يؤمن له 500 ألف دولار من العملة الصحيحة مقابل أن يؤمن له عصام مبلغ خمسة ملايين دولار من الأوراق السوداء المزعومة. وبالفعل، وبعد أن أوقعا بالأمير، عادا واجتمعا معه بعد يومين داخل سيارته في محلة غاليري سمعان وهناك قام الأمير بتسليمهما المبلغ المطلوب وغادر كل في حال سبيله. وبعد أيام، التقى الجميع من جديد في عنجر، وزعم عصام ض. بأن العملية لم يتم إنجازها بالشكل المطلوب لعدم تمكنه من إحضار أو تأمين الدواء المعدّ لهذه الغاية، كون الدواء الموجود لديه لم يعد صالحاً. ثم طلب من الأمير تأمين مبلغ آخر قدره 150 ألف دولار من أجل شراء الدواء الفعال، فوافق الأمير بعد أن أصبح تحت رحمتهما، والتقى بعصام ووليد في أحد الفنادق في الروشة، وعرضا عليه زجاجة بداخلها قهوة زاعمين أنها الدواء المطلوب، ثم غادر الجميع على أمل اللقاء في عنجر لإكمال العمل وإنجاز المهمة الموعودة. إلا أن عصام ووليد لم يحضرا إلى الاجتماع وراحا يتهربان منه وقاما بتقاسم المبلغ الذي استوليا عليه وصرفاه على ملذاتهما وشراء السيارات الجديدة الفخمة إلى أن تم إلقاء القبض عليهما من قبل مكتب الجرائم المالية.وفي 12/3/2004 خرج عباس ح. من السجن بعد قضائه مدة سنة وخمسة أشهر بجرم نصب واحتيال، وعلم بأمر العملية التي حصلت مع الأمير عن طريق فادي ج. الذي حضر إلى منزله وأخبره بأنه اطلع على الهاتف الخلوي لشقيقه من والدته وليد أ. اثر توقيفه. وتبين له أن الرقم الظاهر على الشاشة يعود للأمير السعودي وعلى الاثر، اتصل عباس ج. بالرقم واتفق مع الأمير على إكمال العملية بعد أن أفهمه وأوهمه بأنه "المعلم الكبير" في هذا المجال ولديه المحلول اللازم لغسل الأوراق المزعومة. وانطلت الحيلة من جديد على الأمير الذي طلب منه أن يلتقيه في سوريا.وعلى الاثر، توجه عباس ج. برفقة حسن ح. وفادي ج. إلى سوريا، والتقى عباس وحسن بالأمير في فيللته في دمشق، فيما بقي فادي بانتظارهما في أحد الفنادق.وتمكن عباس بالطريقة نفسها والأسلوب نفسه من الايقاع بالأمير والاستيلاء احتيالاً على 325 ألف دولار بحجة تأمين الأدوية، وتواريا عن الأنظار، وأرسلا المبلغ بعد أن قاما بطلائه بمادة سوداء مع فادي ج. إلى منزل شقيقة عباس المدعوة وسام ج. التي قامت بالتعاون مع فادي وبطلب من عباس بوضعه في "البانيو" وغسله بمادة "الاريل" وكويه كي يصبح نظيفاً وقابلاً للاستعمال، وقد قبض كل منهم حصته، فاشترى فادي سيارة مرسيدس بقيمة 14 ألف دولار فيما اشترى حسن سيارة مماثلة بقيمة 34 ألف دولار.ولاحقاً ألقي القبض عليهم بعد أن تقدم وكيل الأمير بشكوى ضدهم.وبيّنت التحقيقات أن المدعى عليهم كانوا يستحصلون على حاجتهم من الأوراق السوداء من مطبعة عائدة لغسان ع. وكمال ر. على طريق المطار اللذين كانا على معرفة بأن هذه الأوراق سوف تستعمل لأغراض احتيالية. وكانا يتقاضيان من عصام وعباس مبالغ معينة لقاء ذلك.وتبين أيضاً أن زاهر د. كان يعمل مع عباس في مجال غسل الأوراق، وحاول بدوره الايقاع بالأمير على اثر توقيف عباس.وأصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد مظلوم قراراً ظنياً في القضية طلب بموجبه إنزال عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات بحق كل من المدعى عليهم عصام ض.، وليد أ.، عباس ج.، زاهر د. وحسن ح.، وسام ج. غسان ع.، كمال م. وفادي ج.وأحالهم أمام القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا لمحاكمتهم.ومنع المحاكمة عن علي ع. لعدم كفاية الأدلة بحقه لجهة تورطه في عمليات الاحتيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق